تبدأ لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست خلال الأيام القليلة القادمة بما يعرف بعملية استخلاص العبر وفحص الزوايا والنقاط الخلافية الخاصة بعملية "الجرف الصامد" وهو الاسم الرسمي الذي أطلقته إسرائيل على عدوانها على غزة.

واتفق رئيس لجنة الخارجية والأمن "زئيف اليكين" مع نتنياهو على ان تقوم اللجان الفرعية والمتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن بدراسة وفحص كافة الزوايا المتعلقة بالحرب على غزة سواء على المستوى السياسي او العسكري وكذلك المستوى الاستراتيجي وكيفية التعامل مع الجبهة الداخلية بحيث تقوم كل لجنة فرعية بدراسة وفحص زاوية معينة تقع في مجال اختصاصها وعملها العادي والاعتيادي وفقا لما قاله اليوم الاثنين موقع "يديعوت احرونوت" الالكتروني على لسان محلله العسكري والسياسي روني بن يشاي.

وتتميز هذه الطريقة كون أعضاء اللجان الفرعية وكذلك لجنة الخارجية والأمن مطلعون على تفاصيل المواضيع التي سيجري نقاشها وذلك من خلال التقارير التي قدمها للجنة قبل عملية "الجرف الصامد" ضباط كبار في الجيش وكذلك جهات رفيعة في المستوى السياسي.

وعلى سبيل المثال تقوم اللجنة الفرعية المتخصصة بقضايا الاستخبارات والتي يقف على رأسها عضو الكنيست "يريف ليفن" بفحص أداء الاستخبارات والتقديرات الاستخبارية التي قدمتها الاستخبارات لأعضاء الكابينت خلال الحرب وتقوم اللجنة الخاصة بمدى جهوزية واستعداد الجيش بفحص درجة استعداد الجيش وجهوزيته للتعامل مع قضية الأنفاق فيما ستختص اللجنة الخاصة "ببناء القوة العسكرية" درجة واهمية ومدى ضرورة تزويد الجيش بدبابات ومركبات مصفحة مثل ناقلة الجند من نوع "النمر" وهكذا دواليك.

وفيما يتعلق بالأمور الإستراتيجية سيتم بحثها ضمن لجنة جديدة تم استحداثها وأطلق عليها اسم "المنتدى" برئاسة رئيس لجنة الخارجية والأمن وتضم رؤساء اللجان الفرعية وتقوم هذه اللجنة بتخطيط عمل بقية اللجان وفقا لما قاله مصدر وصف بالثقة داخل الكنيست، كما ستوزع لجنة "المنتدى" المواضيع الواجب فحصها على اللجان الفرعية لضمان عدم نسيان او تجاهل او

ضياع أي موضوع في غابة صراع الصلاحيات فيما ستختص لجنة "المنتدى" بفحص أداء المستوى السياسي والكابينت وكذلك المجالات والأمور الإستراتيجية.

وبدأت لجنة "المنتدى" عملها قبل أيام من إعلان وقف إطلاق النار واستمر عملها دون توقف رغم وجود الكنيست في إجازة وكان نتنياهو أول الشخصيات التي استمع "المنتدى" لأقواله فيما سيمثل يوم غد أمام اللجنة رئيس مجلس الامن القومي "يوسي كهن" ورئيس الاستخبارات العسكري المعروفة باسم "امان " الجنرال "افيف كوخافي" على ان يمثل بقية قيادة المؤسسة الأمنية والحكومة أمام اللجنة تباعا بمن فيهم رئيس الأركان "بني غانتس" وسيمثل بعضهم أمام اللجان الفرعية فيما سيمثل البعض الأخر أمام لجنة الخارجية والأمن بكامل هيئتها.

وينوي "المنتدى" نشر تقرير أولي بداية يناير من عام 2015 بالتوازي مع نهاية نقاشات الميزانية على أن تتواصل كافة النقاشات اللاحقة بالتوازي مع النقاشات الخاصة بإقرار الميزانية المتوقع أن تبدأ عام 2015.

ولا يدور الحديث عن لجنة تحقيق رسمية تبحث في إخفاق معين يترتب على نتائجها توصيات شخصية تتعلق بوزراء او قادة عسكريين كما هو الحال مع لجان التحقيق الرسمية بل يدور الحديث عن عمل اقرب للروتيني تقوم به لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست ضمن سياقات استخلاص العبر والوقوف على الإخفاقات والنواقص التي شابت الحرب على كافة المستويات.