تلفزيون نابلس
بالفيديو... الفتى أبو ريدة من غزة .. عودةٌ للحياة من بعد وصية!
8/26/2014 6:15:00 PM

تقرير مها ساق الله:

الجندي "الإسرائيلي": احفر، وادخل

الفتى أبو ريدة: أنا خائف ولا أستطيع الحفر والدخول !!

الجندي "الإسرائيلي": أنت لست بإنسان، أدخل، فنحن أحسن منك، مشيراً بيده نحو الكلب البوليسي الذي برفقته، وقال للفتى وهذا الكلب أيضاً أحسن منك، نحن نكره العرب والمسلمين وكل فلسطيني.

هذا المشهد الذي سردناه ليس من وحي الخيال بل حقيقة وحديث دار ما بين الفتى أحمد أبو ريدة - 17 عاماً - والجندي "الإسرائيلي"، بعد ما أنزله مسافة 3 متر عن مستوى الأرض، ووضع البندقية أسفل رأسه، طالباً منه حفر الأرض بحثاً عن أنفاق، خلال الأيام الخمسة التي قضاها مع جنود الاحتلال "الإسرائيلي" في بلدة خزاعة، حيث قام جنود الاحتلال باتخاذه درعاً بشرياً أثناء بحثهم عن المقاومين، وتنفيذهم للعمليات العدائية في البلدة.

إنسان منتهك

ووصف أبو ريدة أن تلك الأيام التي عايشها كانت من أسوأ أيام حياته، لما تعرض له من تعذيب وتنكيل، وألفاظ سيئة، حيث كان جنود الاحتلال يجبرونه على الحفر في عدة أماكن كانوا يتوقعون أنها مدخلاً لأنفاق المقاومة .

وقال أبو ريدة:" كنت إنسان منتهك بين الجنود "الإسرائيليين"، وقضيت ما يقارب 50% من وقتي وأنا بملابسي الداخلية فقط، وكان الجندي "الإسرائيلي" الذي يرافقني يضربني، ويعذبني، ويتلفظ بألفاظ سيئة ويقول لي:" أنت فلسطيني إرهابي وغير إنسان".

واصطحب الجنود الفتى أحمد من بين مجموعة من سكان البلدة لدى محاولتهم الخروج منها، بعد تعرضها للقصف بصواريخ طائرات المقاتلات الحربية ومدفعية الدبابات، وقاموا بتكبيل يديه، وعصبوا عينيه، وألقوا به في إحدى الدبابات وحيدا ليلة كاملة.

صب الغضب

وفي صباح اليوم الأول من احتجازه، اصطحبته مجموعة من جنود الاحتلال أثناء تنقلاتهم داخل البلدة، ودفعوا به إلى مقدمة الآليات والجنود لدى تحركهم صوب المنازل والأهداف التي يريدون اقتحامها، خوفاً من أن تكون تلك الأماكن مفخخة أو بها مقاومون فلسطينيون.

وكان الجنود يأمرون الفتى أبو ريدة بالتقدم عنهم قرابة أربعة أمتار، ويوجهونه لتفحص الأماكن التي يريدون اقتحامها للتأكد من خولها من رجال المقاومة والعبوات المفخخة، وفي إحدى المرات، ذهب الجنود إلى مكان اعتقدوا أنه مدخلاً لأحد أنفاق المقاومة ، لكن محاولتهم باءت بالفشل، ولم يعثروا على النفق، وصبوا غضبهم عليه، وانهالوا عليه بالضرب والركل بالأقدام دون أدنى رحمة، مرجعين السبب في ذلك إلى فشلهم في العثور على نفق محتمل.

عودة بعد وصية

في أي لحظة كانت حياة الفتى أبو ريدة معرضة للانتهاك، فقد كان الجنود يجبرونه على دخول المنازل قبل اقتحامها للتأكد من خولها من المفخخات والمقاومين، والبندقية مصوبة نحوه، في ظل تهديده بإطلاق النار عليه في حال صدرت منه أي حركة غير طبيعية.

وحتى قضاء حاجة الفتى أبو ريدة، لم يتمكن من قضائها إلا بصحبة جنود الاحتلال الذين كانوا يرافقونه في كل مكان، فيما اكتفوا بمنحه كأساً واحدة من الماء فقط، خلال اليوم الواحد.

وبينما يتجول أبو ريدة بين أروقة منزله الذي عاد إليه بعدما انتهى مسلسل المعاناة التي مر بها، وجد الوصية التي كتبها لأهله خلال الأيام الخمسة التي احتجز خلالها، حيث لم يتوقع عودته للحياة فكتب هذا النص:" في حال لم أعد فهذه تحية مني لكم"، ولكن القدر شاء له بأن يحيا ويعود لمنزله ويروي قصته، حيث يقول:" عندما يأتي الليل، وأنا بصحبة الجنود، أصاب بحالة من الهستيريا، ويتوقف عقلي، لم أود البقاء بين الجنود "الإسرائيليين".

هذا فصل من فصول المعاناة التي يمر بها أبناء قطاع غزة خلال الحرب التي طالت كل شيء، ولم يسلم منها لا بشر، ولا حجر، ولا شجر، ولا حيوان، فقد بلغ عدد الشهداء في اليوم 48للحرب على غزة قرابة 2107 شهيد، و10693 جريح، فيما هدم الاحتلال نحو 10612 منزل ومسجد.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة