تلفزيون نابلس
المحال المصرية المنوعة تزين غزة وتستقطب الفلسطينيين
4/20/2014 10:10:00 PM

 من مكتب سيارات الأجرة "النيل" طلب عاطف منصور سيارة لتقله إلى مفترق روكسي وسط المدينة حيث انتظره صديقه، وانطلقا في السيارة نفسها ليدخنا "النرجيلة" في قهوة الفيشاوي، ولكن ليس في حي الحسين القاهري إنما في تلك المطلة على شاطئ بحر غزة.

وفي غزة تسكن أسماء شخصيات أدبية وسياسية وأماكن، كما أسماء أحداث تاريخية وقعت في مصر. فمن شارع الثورة إلى جمال عبدالناصر ومدرسة أحمد شوقي ومشفى ناصر وصولاً إلى استخدام اسم المول الشهير "سيتي ستارز" وغيره الكثير من الأسماء.

ويقول عاطف منصور: "أنا من مواليد مصر وعشت الطفولة هناك قبل أن أستقر في غزة، أشعر بالسعادة عندما أجد أسماء مصرية هنا، فذاكرتي تبقى منتعشة".

ولم يقف الأمر عند حد إحياء ذاكرة الكثير من الغزاويين الذين ربطتهم علاقات متنوعة مع أرض الكنانة، فأسامة حسن - وهو مصري الجنسية متزوج من فلسطينية - افتتح مؤخراً مطعماً يقدم فيه أكلة الكشري، وهي واحدة من أكثر الأكلات المصرية شعبية وشهرة.

ويضيف صاحب المطعم أسامة: "جئت إلى غزة منذ 8 شهور، ولي باع في الأكلات المصرية، وجدت طلباً كبيراً على هذه الأكلة من الناس هنا، وبالذات أن فلسطينيين كثيرين لا يستطيعون زيارة مصر فقررت أن أجلبها لهم".

وتعلق سمر، إحدى رواد المطعم: "الكشري جاء إلينا مختصراً المسافات، كنت أسمع كثيراً عن هذه الأكلة.. هي فعلاً شهية".

أما غرب المدينة فتتعالى أصوات المشجعين مع كل مباراة تحدث بين أبرز فريقين للعب كرة القدم في مصر ناديي الأهلي والزمالك، حيث أنشئت رابطة لتشجيع النادي الأهلي وفي الشارع المجاور رابطة أخرى خاصة بنادي الزمالك.

ويقول أحمد، وهو أحد مشجعي النادي الأهلي: "من يرى تفاعل الجمهور هنا يعتقد أنه في مصر وليس غزة".

وتعلق الغزاويين بمصر قديم متجدد، فعلاقات المصاهرة منتشرة ومثلها للتجارة، وإتمام التعليم في جامعاتها هو خيار كثيرين من الطلبة، وكذلك مشافي مصر قبلة لمرضى من غزة، حتى الترفيه فيها - برأي كثيرين - له مذاق خاص.

وتبقى مصر لغالبية الغزاويين حضناً يمدهم بالدفء على الرغم من برودة السياسة التي لا حول لهم فيها ولا قوة.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة