تلفزيون نابلس
كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في الجامعة تنظم رحلة مشي على الأقدام إلى الأغوار
4/17/2014 2:54:00 PM

 

أكثر من سبعين مشاركاً من أساتذة كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات وطلبتها وطالباتها وأصدقائهم وطلبة من الكليات الأخرى ساروا مشياً على أقدامهم من مدينة نابلس إلى الغور في رحلة علمية إجتماعية وطنية، وكان على رأس موكب المشي الأستاذ الدكتور عامر الهموز عميد الكلية، وقام بتنسيق الرحلة المهندس محمد دويكات مسؤول اللجنة الإجتماعية في الكلية.

 

وانطلق المشاركون بعد صلاة الفجر من قرية عسكر البلد شرق نابلس مروراً بعين كيكوب وحتى مشارف قرية طلوزة فالباذان، وقطعوا جسر "الملاقي"، وشاهدوا بعض الجوانب البيئية للمنطقة. وقد قطع  المشاركون أكثر من عشرين كيلومتراً بشكل متواصل مشياً على أقدامهم، ساروا خلالها نحو ثلاثين ألف خطوة خلال ثلاث ساعات متتالية دون استراحات معظمها في أراضٍ جبلية وصخرية. وقد تناول المشاركون بعد تلك المسافة إفطاراً فلسطينياً شعبياً على تراب فلسطين في ظل أشجار الزيتون تأكيداً على ارتباطهم بتلك الأرض، تلا ذلك فقرات بالشعر البدوي للمزارع إبراهيم دعابس رحب فيها بالجامعة، ثم فقرة للزجل الشعبي.

 

ووصل الماشون منطقة في النصارية تسمى "القُف"، حيث استقبلهم المزراع الفلسطيني أحمد سليم جودة "أبو صلاح" البالغ من العمر ثمانين عاماً والفائز بجائزة فلسطين الدولية للتميز والإبداع وأفراد من عائلته، وقدم لهم شرحاً عن تجربته الريادية، وقال إنه قرر الرجوع للغور في الوقت الذي بدأ فيه كثير من الشباب بهجر قراهم للعيش في المدينة للحصول على وظيفة عامة أو العمل في مدن الداخل، وإنه قام بتأسيس مزرعته على أرض العائلة حيث لا توجد خدمات. وأوضح أيضاً أنه بدأ المشروع ببضع رؤوس من الغنم، وتمت تربيتها في مغارة رومانية قديمة تسمى "مغارة أم بابين"، وقد أصبح مشروعه الآن يقدر بعدة مئات من آلاف الدنانير.

 

وأضاف السيد جودة بقوله: "أحيّي جامعة النجاح الوطنية، الأولى على فلسطين، والتي تفوقت على الجامعات العربية ذات الإمكانات المالية الأكثر، إن هذا التفوق لم يأت بالإمكانيات، بل بقدرات رجالها وكودارها الذين عملوا بجدّ لتصل إلى هذه المكانة". وروى جودة موقفاً حدث مع ابنه: "إبني سعيد تخرج من كلية الهندسة قبل سنوات، وبعد أشهر من عمله في الخليج، قال له مديره هناك: أريد أن تأتي لي بخمسة مهندسين للعمل معنا في مشاريع الشركة بشرط أن يكونوا من خريجي جامعة النجاح".

 

وقال منسق الرحلة المهندس محمد دويكات إن الرحلة جاءت لتحقق عدة أهداف أهمها، التعرف على الريف الفلسطيني وتشجيع زيارته لتمسيك الشباب بأرضهم، ولتعميق التعلّم لدى الطلبة حول الفرص والتجارب الريادية في الريف، واستكشاف ملامح البيئة الفلسطينية كون المشاركين معظمهم من تخصصات هندسية، وقد أصبح لكل مشارك معرفة جديدة عن ذاته بعد أن اختبر قدراته ورسم حدوداً جديدة لنفسه."

 

وأضاف: "لقد حققت هذه الرحلة إضافةً إلى الناحية العلمية جانباً إجتماعياً وجلبت السرور لنفوس المشاركين ورفعت همّتهم من خلال عمل بسيط لم يستدعي تخطيطياً كبيراً أو نفقات عالية. إنها لحظات ممتعة أن يمشي الإنسان كل هذه المسافة على قدميه، يفكر ويتأمل كيف بدأ البشر عائلةً واحدة ثم رحلوا على أقدامهم إلى بقاع الأرض، يشاهد شروق الشمس لحظة بلحظة، يستنشق هواء فلسطين النقيّ ويحظى ببدء يومه بسماع زقزقة عصافير الوطن. لقد كانت فرصة لطلبتنا للتعامل مع النباتات والحيوانات عن قرب مثل الخراف والماعز ومزارع الخيار وحقول الزيتون، وهذه هي الحياة الحقيقة التي يجب أن يمر منها كل مواطن فلسطيني من وجهة نظري".

 

عميد الكلية عامر الهموز شكر المزارع أبو صلاح وآل جودة على حسن الضيافة وحفاوة الإستقبال، وقال إن الرحلة تأتي تأكيداً على ارتباط أبناء فلسطين بأرضهم، وأشار إلى أن هذا هو العام الثاني الذي تُسيّر فيه الكلية هذه الرحلة، وقال إن عدد المشاركين العام الماضي كان نحو ثلاثين شخصاً، لكنه ارتفع إلى سبعين هذا العام، وأعلن أن الكلية ستزور تلك المنطقة ومناطق أخرى بشكل سنوي، ووجه شكره للمهندس دويكات صاحب هذه المبادرة.

 

وكان من بين المدرسين المشاركين بالمشي د. ناجح تميم المتخصص بهندسة المساحة، والدكتور محمد المصري المتخصص بالمياه والبيئة، ود. عبد الحليم خضر المتخصص بالإنشاءات، ود. حافظ شاهين المتخصص بالمياه والبيئة، ومجموعة من الموظفين الإداريين في الكلية. كما شارك في رحلة المشي هذه أيضاً متطوعو إسعاف من الهلال الأحمر الفلسطيني إضافة إلى مدير الجمعية بنابلس السيد خالد ناصر، وموظفون من وزارة الاوقاف الفلسطينية، ومدير مؤسسة الرؤية العالمية في نابلس المهندس نضال دويكات، ووفد من مجلس إتحاد الطلبة يرأسه الطالب عطا إبراهيم رئيس المجلس، وكذلك وفد من جمعية مهندسون بلا حدود الطلابية.

 

 

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة