جريدة القدس _ مع اقتراب عيد الفصح، ازدادت اعداد الزوار المصريين لمدينة بيت لحم، على ان المتجول في شوارع المدينة يسمع اللهجة المصرية التي يندر متحدثوها في الضفة في الاوقات العادية؛ ويرى "الجلابية" بألوانها المختلفة في محيط كنيسة المهد وشوارع وأزقة ومطاعم وفنادق المحافظة.

ويسمع المتجول في شوارع المدينة عبارات الاعجاب بفلسطين لكن بلهجة مصرية مثل "بُص الدنيا هِنا فزيعة وجميلة والناس طيبة" كما تسمع التحية المشهورة بالمصرية "إزيك يا باشا، كل سنة وأنت طيب"، فيما يقبل الزائر المصري على الـ "فول وطعمية (فلافل)".

وحسب مصادر في الشرطة السياحية تحدثت لـ القدس دوت كوم، فانه منذ بدء اسبوع الالآم فقد تراوح عدد السياح والحجاج المصريين الذين زاروا بيت لحم، ما بين 800 إلى 1200 حاج بشكل يومي، وقد سجل يوم الثلاثاء الماضي دخول 27 حافلة.

فالزائرة سماح يونس من القاهرة، اقبلت على شراء العديد من المسابح والتحف الدينية والتذكارية من محال "السنتواري" المنتشرة في محيط كنيسة المهد خصوصا أن الكثير من افراد عائلتها لم يستطيعوا الحج إلى الاراضي المقدسة لأن اعمارهم تقل عن 40 عاما وهو العمر الذي حددته السلطات المصرية لإعطاء التصاريح اللازمة لزيارة فلسطين.

وقالت سماح، التي تزور فلسطين لأول مرة، "الدنيا هِنا حاجة مختلفة خالص، الناس طيبة، والاماكن الدينية والسياحية فزيعة وجميلة جدا، وعاوز اشتري حاجات اتزكرني بالمكان الجميل ده، واديها لعائلتي في القاهرة".

في حين تعتبر زيارة بيت لحم الثانية للحاجة مرفيت بشارة (55 عاما) التي جاءت عام 2009 برا، لكنها هذا العام فضلت القدوم إلى فلسطين جوا بعد أن تم اغلاق معبر رفح بسبب الاحداث في سيناء.

وأكدت بشارة في حديث خاص مع القدس دوت كوم، "السنة دي مفيش أي صعوبات أو تعب في السفر والامور كانت سهلة من ابناء البلد الي رحبوا بينا بشكل جميل وده إدانا شعور بالآمان".

أما بالنسبة لفايز أنس (53 عاما) القادم من مدينة المنية بصعيد مصر، فزيارة الاراضي المقدسة وخاصة كنيستي المهد والقيامة من "أجمل الاشياء الي عملتها في حياتي" فهو لم يتصور أن يحتفل في عيد الفصح في بيت لحم وزيارة مهد المسيح عليه السلام.

وتحدث أنس لـ القدس دوت كوم، قائلا "بُصْ، كان حلم زيارة الاراضي المقدسة والاحتفال بعيد الفصح في فلسطين بس اليوم صار حقيقة دي حاجة تفرح القلب والمشاعر مختلطة بين أنه الواحد عاوز يفرح وبين عاوز يمضي وقت أطول هِنا (..) بشعر بحاجة حلوة لم أشعر بها طول حياتي".

في المقابل، عبر بعض الحجاج المصريين عن استيائهم من عدم توفر الكتب الارشادية والأدلة السياحية باللغة العربية خاصة التي تتعلق بالأماكن المقدسة والسياحية في محافظة بيت لحم وتوفر الكتب الارشادية باللغتين الانجليزية والعبرية.

بدورها بينت الراهبة في دير وكنيسة السيدة العذراء للاقباط الارثوذكس في بيت لحم، الأم ماريا أن الحجاج المصريين الذين يأتون لفلسطين يمتازون عن غيرهم من الحجاج بالتزامهم الديني والروحي، ويمكن القول إنهم يستغلون كل وقتهم في العبادة وزيارة مختلف الأماكن الدينية والمقدسة.

وأوضحت الأم ماريا في حديث لـ القدس دوت كوم ان "هذا العام جاء العيد في سنة كبيسة فيمكن مشاهدة العديد من الوفود والحجاج المصريين من كلتا الطائفتين الكاثوليك الارثوذكس في بيت لحم والقدس، لكن هناك انخفاض في عدد الحجاج هذا العام مقارنة مع السنوات السابقة خاصة بعد اغلاق المعبر البري بسبب الأحداث الأمنية في سينا".

وبحسب الأم ماريا، فإن عدد الحجاج المصريين الذين من المتوقع أن يزوروا فلسطين خلال فترة عيد الفصح، يتراوح ما بين 3500 إلى 5000 آلاف، في المقابل سجل العام الماضي دخول قرابة 11 آلف سائح وحاج.

واعتبر الأب عيسى ثلجية الحضور البارز للحجاج المصريين في فلسطين يعطي "احتفالات عيد الفصح شكلا مميزا ويعمق اواصل الاخوة والمحبة بين الشعبين الفلسطيني والمصري".